“الحشاشين ” المسلسل و” الحشاشين” الفرقة

هيئة التحرير

لن يفهم مسلسل “الحشاشين ” وحركتهم ولا تاريخهم ابدا خارج فهم وقراءة تاريخ الحركات الباطنية فى الاسلام ؛ لأن الكثير من التأويلات و التصرفات من هؤلاء الباطنين ومنهم “فرقة الحشاشين” كان لها مايقابلها ويأويلها ويصوغها من ايام الرسول وسيرته والقرآن ومن اصحاب الرسول طبعا بحسبهم وكانت لهم معتقدات متطرفة ؛ لأن النظر لهذه الفرقة بتبسيط الدوافع والتصرفات على ما أعتقد كما فعل صناع المسلسل لن يتمكن من ايصال مبرر سطوة ووحشية وترهيب هذه الفرقة و قد تضمن المسلسل اشياء هونت وبسطت مما كان يروى عن هؤلاء ” الباطنين” و” الحشاشين” فى التاريخ لأن “حسن بن الصباح ” ليس مجرد شخصا عاديا فى زمن ” الفاطمين” و “دولة السلاجقة ” وبدأ يهتم بالسلطة فجأة دون سوابق ؛ لكنه كان احد المشايخ و عضوا ضمن الفرقة الاسماعلية الكبرى وكان صاحب رتبة فيها يعني بلغ عندهم من فهم للعقاثد وتاويلها مراتب متقدمة وهذه الفرق كانت تعطي لمنتسبيها رتبا ودرجات ؛ وهنا ارى ان شيئا قد اهمل عند هذه النقطة فى المسلسل فهؤلاء” الباطنين” كانوا يتميزون بسلوك يعتبرونه من التدين عندهم كالأذكار والذكر والعزلة لفترات طويلة فى الكهوف والجبال مما جعلهم يصلون الى مراتب مكنتهم من السيطرة على عقول وأنفس العامة ولا أعتقد أن الامر كما صوره صناع مسلسل ‘الحشاشين ” حين اظهروا ان “حسن الصباح” كان معه روحا شريرة مند الطفولة ترافقه ؛ ربما هذا كان اختارا من صناع المسلسل من اجل الرفع عن “حسن الصباح” جانبه التعبدي والديني وحتى لا يظهر امام الناس انه كذلك يمارس فى طقوس دينية

والخلاصة لا يمكن بأية حال من الاحوال فهم سيرة “حسن الصباح” و” فرقة الحشاشين ” والمسلسل الضخم دون الرجوع الى التيارات الباطنية و”الحركة الأسماعلية” التى انتشرت فى العالم الاسلامي صعودا من أواخر القرن الثالث الهجري فى ادني تقدير ثم ان تسمية ” الحشاشين” جاءت من مادة الحشيش او المخذر الذي كان يعطى لأعضاء الفرقة لتنفيذ عمليات القتل وهناك من يذهب ان التسمية جاءت من الحش ويقصد به حش رؤوس الخصوم

يسين بوغازي

اترك تعليقاً