لا أدري لماذا يحضرني دائما مسلسل “البدرة ” عندما اتحدث عن المحتوى الدرامي الجزائري هذا المسلسل، ربما عندما اشاهد والدراما الأخرى التي اخذت في السنوات الأخيرة تحكم قبضتها من خلال مسلسلات فائقة التكلفة وضئيلة المحتوى ومتواضعة الحرفة من زوايا الفنية والكتابة وفي إدارة الممثلين
تحضرني “البدرة ” من انتاج 2005 من طرف التلفزيون الجزائري الذي شكل علامة فارقة في تاريخ الدراما الجزائرية فلا يضاهيه الا مسلسل ” دار سبيطار” الرائد و “البدرة” باختصار نوع الدراما الاجتماعية التي يقوم على بنية من الخيال الدرامي للواقع والعلاقات بجمالية الاجتماعية المعايشة بين الجزائريين بروعة درامية وواقعية كبيرة بذاك الارتباط بالفليزة التي جسدت مشاعر الطمع والسلطة والتآمر والغيرة في قالب اجتماعي جزائري خالص وهو أيضا واقعي وقريب منهم وناله اثر ذلك من القبول الجماهيري والقبول الشعبي والنقدي ما لم يناله مسلسلا اخر والى اليوم
فماهي عوامل التي فقدت في نجاح مسلسل بذاك المحتوى الاجتماعي بعد تلك التجربة وفيما تلا من انتاجات على مستوى التلفزيون الجزائري نفسه وعند المنتجين الخواص وكالات الاشهار ، ما اتصوره ان النجاح الدي عرفه ” البدرة ” كان فقط لأنه انتج ضمن عقلانية اجتماعية وواقعية كتابة استهدفت اخذ زمام المبادرة في تقديم دراما جزائرية من اجل الجزائريين و بعيدة عن جميع مشهيات المال والإشارات والبطلات المثيرات للجدل وقصص من قصور ودو السلطة والجاه التي علمت الإنتاج الدامي ومحتواه في الاعمال الأخيرة مند ما يقارب عقد ونصف العقد وهذه اختيارات احذت اليها الدراما وكأني بها مجبرة ان تبتعد عن المحتوى الهادف والاجتماعي الحقيقي او التخلي وتنتج محتوى اعتقد انه مزيف ومروي على علاقات لا واقعية ولا تمت لحياة الجزائريين بصلة لا في اكسسورات و لا في حوار و لا بناء شخصيات ، ربما هي دراما لفئة من الجزائريين هم أصلا غير معنيين بالدراما الجزائرية و لا بمحتواها .
ثم اشتدت هذه النبرة المزيفة وصارا خيارا انتاجيا يتواطيء عليه المنتجين المنفذين ووكالات الاشهار الى وصلنا الى اختيارات جارحة للمجتمع بالمعني الكامل، زادت عليه الاعيب شركات الإنتاج والاشهار وادعاء مشاهدات وهمية من اجل فرض واقع الحصول على السبنسورينغ لا أكثر ولا اقل، بينما التواصل الاجتماعي ينبض بدعم وهجاء هذه الدراما في غياب السلطات العمومية وعقلانية وكالة الاشهار
ما الحلول :
على كل حال ان حديثي عن” البدرة ” ليس لفرض نموذج درامي للجزائر بعد ما يقارب عشون عاما من انتاج داك المسلسل لكن من اجل إعطاء صورة لم يمكن ان يكون مقبولا ومدعوما جزائريا من محتوى الدراما ولو بعد عشرون عام لأن الرؤى الاجتماعية للقضايا القاعدية لا تتغير وان المحتوى الدرامي اعتقد انه رؤية قاعدة عند الجزائريين له فهو ثابت غير متغير،
لان من حاول التغير في ذاك المحتوى صارت دراما فاضحة ولا تطاق فلا يعقل ان ينتج مسلسل بالمليارات بفراغ محتوى درامي وتهلهل في القصة ومتعال غير الواقع الاجتماعي فلا يفهمه حتى أصحاب تلك الأجواء التي تدور فيها قصصهم، والأدهى انه عندما يواجه المحتوى الدرامي اشياء قيمة ومعايير أخلاقية وتجد اعلاميين وفنانين يدافعون عنه على انه الاجمل والاروع بل ان أحدهم قال انها ” دراما أمريكية” عندها فالسكوت أفضل من باع اللسان
يسين بوغازي