في إنجاز جديد للسينما اللبنانية، حقق الفيلم الوثائقي “Green Line” للمخرجة سيلفي باليوت نجاحًا لافتًا بحصوله على جائزتين مرموقتين في مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي لعام 2024.
يعتبر هذا المهرجان أحد أعرق المهرجانات السينمائية في العالم، ويُعرف بتركيزه على الأعمال السينمائية التي تقدم رؤى فنية متميزة وتتناول قضايا اجتماعية وإنسانية.
يروي “Green Line” قصة مؤثرة عن الحرب الأهلية اللبنانية، مُسلطًا الضوء على الخط الأخضر، وهو الخط الذي كان يقسم بيروت إلى شطرين خلال فترة الحرب.
يتناول الوثائقي تأثير هذا التقسيم على الحياة اليومية للبنانيين، ويعكس من خلال شهادات حية وتجارب شخصية مدى الألم والمعاناة التي عاشها الناس، كما يُظهر التحديات المستمرة التي تواجه المجتمع اللبناني في محاولته للتعافي من آثار الحرب.
تتميز رؤية المخرجة سيلفي باليوت بقدرتها على تقديم سرد بصري شاعري ومؤثر، باستخدامها للنماذج المصغرة، مما يمنح المشاهد تجربة غنية ومعمقة لتاريخ لبنان.
خلال حفل ختام الدورة الـ77 من المهرجان، حاز الفيلم على جائزة موبي لأول فيلم طويل واعد، وجائزة السينما والشباب الأولى، وهو ما يعكس التقدير الكبير الذي حظي به من قبل النقاد و أعضاء لجنة التحكيم على حد سواء، الذين أشادوا بالعمل لقدرته على إحياء تاريخ صعب بطريقة إنسانية تلامس قلوب المشاهدين، وللعمق الفني الذي استطاعت باليوت أن تضيفه إلى هذا الموضوع المعقد.
يمثل “Green Line” إضافة هامة للمشهد السينمائي اللبناني والعربي، حيث يُعزز من حضور الأفلام الوثائقية اللبنانية على الساحة الدولية، ويساهم في إبراز قضايا المنطقة على المستوى العالمي، ويدفع بصانعي الأفلام المحليين إلى مواصلة إنتاج أعمال ذات قيمة فنية وإنسانية عالية.
حورية خدير