توفي الفنان الجزائري القدير عبد الرحمن بسطانجي، المعروف فنيًا باسم “طه العامري”، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا مميزًا ومسيرة نضالية لا تُنسى.
بدأ العامري مشواره الفني عام 1949 كممثل محترف، حيث انضم إلى الفرقة التابعة لحركة انتصار الحريات الديمقراطية تحت إشراف محمد فراح، المعروف بالرازي، ضمت الفرقة أسماء لامعة في المسرح الجزائري، مثل حسن الحسني، عبد القادر السافري، والطيب أبو الحسن.
مع اندلاع ثورة التحرير الجزائرية، شارك طه العامري في النشاط النضالي ضد الاستعمار الفرنسي.
تمكن من النجاة من ملاحقات السلطات الاستعمارية عام 1956.
لجأ إلى سويسرا بدعوى القيام بفترة تدريبية في المسرح، وهناك التقى بالفنان مصطفى كاتب، جاء هذا اللقاء كفرصة لبحث مشروع إنشاء الفرقة الفنية التابعة لجبهة التحرير الوطني، والتي سعت إلى دعم الثورة من خلال الفن.
قدّم طه العامري مجموعة من الأعمال المسرحية المميزة التي أثرت المشهد الثقافي الجزائري، ومن بين أشهر أعماله: “عطيل”، “صلاح الدين الأيوبي”، و”الخالدون”.
كان الفنان طه العامري من الشخصيات التي تحدت القيود الصارمة التي فرضها الاستعمار الفرنسي على الأعمال الفنية، حيث تعرضت بعض أعماله للرقابة الشديدة، وفي بعض الأحيان، كان استخدامه لكلمة “حرية” كافيًا لوقف العرض بشكل نهائي.
بين عامي 1972 و1974، شغل طه العامري منصب مدير المسرح الوطني الجزائري، ساهم خلال فترة إدارته في تعزيز الحركة المسرحية الجزائرية وتطويرها، وتوجيهها نحو خدمة القضايا الوطنية.
برحيل طه العامري، يفقد الوسط الفني والثقافي الجزائري شخصية مناضلة و فنانًا ترك بصمة لا تُنسى في تاريخ المسرح الجزائري.
رحم الله الفنان طه العامري وأسكنه فسيح جناته.
حورية خدير