بداية السينما في الجزائر
يعود تاريخ السينما الجزائرية إلى البدايات الأولى للسينما العالمية , لقد عرفت الجزائر السينماتوغراف منذ نشأته في أواخر القرن التاسع عشر,وقد إرتبطت البداية بالأبوين التاريخين للصورة الأخوان «لوميير»(أوغيست ولويس) اللذين لم يقاوما سحر الجزائر ووثقا للعالم جمال هذه الأرض حتى وهي تحت وطأة الاستعماربحيث كلفا الإخوان لوميير (فيليكس ميزقيس ) المصور Philppe mesguis
بتصوير مشاهد من الجزائر وتلمسان في شكل لقطات وأشرطة تم عرضها سنة 1897 في فرنسا وعلى الجالية الفرنسية في الجزائر ، ومنها :
(الجزائر)، (دعوة المؤذن)، و(ساحة الحكومة) و(الميناء) .فكانت صورا تحكي في صمت خاشع جمال الجزائر بكل تناقضاتها لتزيد من رغبة الفرنسيين في الهجرة إلى الجزائر لتعميرها والإستقرار بها , تحولت بعد ذلك الجزائر إلى وجهة لكثير من المخرجين المشهورين في السينما الصامتة أمثال (جاك فيدر) وفيلمه (الأتلنتيد)، و(جان رنوار) وفيلمه (البلد) 1929، وتقول الحكاية إن “الرجل القرد” (طرزان) تسلق عام 1932 إحدى أشجار حديقة الحامة بالجزائر العاصمة التي أنشئت عام 1832 ، وصوربها العديد من لقطات فيلمه ومنذ ذلك الوقت تحولت الجزائر إلى أستوديو سينمائي كبير بفضل الطبيعة يُشد إليه كبار المخرجين من العالم.

بعد إنتشار السينما الناطقة في أوروبا صور كل من (جوليان دوفيفيه) و(كريستيان جاك) فيلمين مهمين في تاريخ السينما هما (غولغوطا 1934) و(واحد من الكتيبة) 1937 مع الممثل الفرنسي الشهير (فرناندال)، كما شهدت الجزائر سنة 1937 تصوير فيلم (بي بي الموكو) (لجوليان دوفيفيه) مع (جان غابان)، وقبل حرب التحرير وحتى عام 1946 لم تكن في الجزائر سوى مصلحة فوتوغرافية وحيدة وفي عام 1947 أنشأ الفرنسيون مصلحة سينمائية أنتجت عددا من الأفلام الصغيرة وهذه الأفلام تتعلق بالأداب والعادات الجزائرية أفلام وثائقية وأفلام حول التربية الصحية وأفلام عن الدعاية السياسية ومن بين هذه الأفلام ( قيصرية 1949 ) ل .ج هويزمان ,(الإسلام 1949) ( العيد غير المنتظر 1959) ,(أغنى ساعات إفريقية الرومانية) (هيبون الملكية ) , (رعاة الجزائر) و كانت حصيلة هذه المرحلة من الزمن ما يقارب ثمانين فيلما مطولا، تصنف كلها ضمن السينما الكولونيالية أخرجت جميع هذه الأشرطة في الجزائر أما عمليات التحميض والتركيب فكانت كلها تنفذ في استديوهات باريس وفي عام 1949 أنشات مصلحة الإذاعة السينمائية وكانت هذه المصلحة تضم مجموعة من القوافل تجوب المناطق البعيدة حيث الجالية الأروبية تحمل إلى الصحراء وبعض المدن الداخلية غربا وشرقا أفلاما دعائية واخرى كوميدية مسلية تمارس كل أشكال الزيف و المغالطة للمحافظة على صورتها.
الواقع أنه لم تكن هناك سينما جزائرية محضة إبان الاستعمارالفرنسي ، بل كان هناك ما يسمى بالسينما الكولونيالية ، بوجهة نظر فرنسية بحتة شكلا ومضمونا قدمت الجزائريين في صورة هزلية وفي أدوار ثانوية . ثم تطورت بعد ذلك الأوضاع في الجزائر، لتصبح السينما وسيلة نضالية مضادة للإرادة الاستعمارية.
يتبع (السينما الجزائرية خلال الثورة التحريرية)
بقلم الاستاذة سارة مهدي
شكرا على المادة العلمية اذا ممكن أحتاج هذه المراجع الذي خدم هدا الموضوع وشكرا